ملاهي شارع الهرم تنتقل الى الخرطوم
المصريون شعب متفرد ومبدع في كافة اتجاهات ومناحي الثافة والفكر والمعرفة الانسانية.
ومصر ام الدنيا انجبت عبد الناصر وحسن البناء وعبدالحليم حافظ وام كلثوم واحمد هيكل والخطيب وابو تريكة.
في مصر تلتقي وتتجمع وتتعايش المتناقضات ، وهناك عشق جماعي مصري للسودان ، ومن اسباب ذلك ان الكثيرين منهم يعتبرون السودان جزء من تركة المرحوم الملك فاروق ويمثل امتدادهم الخلفي الذي يستمدون منه عظمة التاريخ المصري وعلو حضارتهم على باقي الحضارات ، وان من اكبر اخطاء عبد الناصر تفريطه في السودان الذي يعتبرونه من حسنات الملكية التي فرط فيها عبد الناصر، والسودانيون يعشقون مصر لانهم يعشقون حضارتها وسماحة وتسامح شعبها،ومن مصر ياتي الخير، ومنها ينطلق الشر.
السودانيون اخذوا علمهم الاول من مصر الازهر ومن الجامعات المصرية في القاهرة والاسكندرية وغيرها، ومن معاهدها المهنية والحرفية.
وشاهدتهم خلال الايام والشهور الماضية يشربون الشيشة والشاي والقهوة على الطريقة المصرية( شيشة تفاح وشاى كشري يا عم) والذين يقدمون هذه الخدمات مصريون بالاصالة ومصريون بالتدريب وروادها شباب وشابات ورجال ونساء مواطنون واجانب.
ويتم تقديم هذه الخدمة بحسب طبقات المجتمع السوداني ، ولكل طبقة قهاويها وكافترياتها وشيشتها ولكل طبقة سعر.
قلت لمرافقي ومرافقتي ان هذه الظاهرة تزداد وتطور وتاتينا كل يوم بجديد .
في الجمعة الاخيرة في التاسع من يناير 2009م قال مرافقي انه ينوي شرب الشيشة اليوم في قهوة جديدة بالرياض وانه يريد ان يصحبنا لمشاهدة ( الجو هناك) وعند بداية دخولنا الى القهوة لفت نظري ملصقات على الحائط تحمل صور الفنانا مونيكا وفي نهاية المدخل الجميل يقف شاب مصري انيق رحب بنا وافادنا بان اليوم هو يوم خاص وليس كالايام العادية وسبب خصوصيته سهرة الجمعة التي تحييها الفنانة مونيكا وان سعر التذكرة للمقعد 25 جنيه وتلفت صاحبنا – رفيقنا- يمنة ويسرى وفي النهاية فوض امره لله ودفع المبلغ وجلسنا وشهدنا ليلة من الليالي التي يحكونها عن شارع الهرم مع بعد التحفظات البسيطة بسبب الذوق السوداني المحافظ نوعا ما.
واكثر ما اثارني وشد انتباهي الفرحة العارمة التي ظهرت على وجه صاحبنا وعبرعنها بقوله ان ملاهي شارع الهرم التي بدات تفقد زبائنها في القاهرة تكسبهم في الخرطوم وان التغيير الاجتماعي قادم وستصبح معه الحياة في السودان اكثر بهجة واكثر رومانسية ، وان زمن الهجرة من اجل البهجة والمتعة واللذة في شوارع اديس والقاهرة وبيروت ونيروبي قد ولي ، وتحدث صديقنا كثيرا عن وجهة نظره وافاض في الحديث عن شباب وشابات سودانيين تعرضوا للابتزاز والسرقة والمكر ووقعوا ضحايا خداع في تلك المدن وعادوا في النهاية الى بلدهم بخفي حنين وتنهشهم الامراض .
خرجنا من قهوة او كافيه كوكب الشرق ام كلثوم بشارع المشتل بمدينة الرياض بالخرطوم بعد منتصف ليل الجمعة مع وعد من رفيقنا بزيارات اخرى لعدد من محلات الشيشة الراقية في هذه المنطقة وغيرها . وكانت ليلة